مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الاثنين، 15 يوليو 2024

من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي ؟

 

كتاب "من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟" هو أحد الكتب الشهيرة في مجال التطوير الشخصي وإدارة التغيير، وهو من تأليف سبنسر جونسون.

 

الكتاب، الذي نُشر لأول مرة في عام 1998، يستعرض من خلال قصة بسيطة وعميقة كيفية التعامل مع التغيير في الحياة الشخصية والمهنية.

 

القصة

 

الكتاب يُسرد على شكل حكاية رمزية تدور أحداثها في متاهة، حيث يعيش أربعة كائنات: فأران (سنيف وسكوري) وقزمان (هيم وهاو). هؤلاء الأربعة يعيشون في المتاهة ويعتمدون في غذائهم على قطع الجبن التي يجدونها. قطع الجبن في القصة ترمز إلى الأشياء التي نعتبرها أساسية في حياتنا، مثل العمل، العلاقات، الصحة، والنجاح.

 

كل يوم، يخرج الأبطال الأربعة للبحث عن الجبن في المتاهة. في يوم من الأيام، يكتشفون مخزوناً ضخماً من الجبن في محطة الجبن "C". اعتاد الفأران والقزمان على الذهاب إلى محطة الجبن "C" يومياً للحصول على الجبن، حتى أنهم انتقلوا للعيش بالقرب منها.

 

إن كل فرد منا لديه تصوره الخاص عن " قطعة الجبن " تلك ، ونحن نحاول البحث عنها، لأننا نؤمن بأن فيها سر سعادتنا ؛ فإذا ما حصلنا عليها ، نتعلق بها ، أما إذا فقدناها ، أو أخذت منا غصباً فسوف نشعر بألم شديد.

 

أما " المتاهة " في القصة، فهي ترمز إلى المكان الذي تمضي فيه وقتك بحثاً عن ضالتك المنشودة ، وقد يكون هذا المكان شركة ، أو مجتمعاً تعيش فيه ، أو علاقاتك التي تحظى بها في حياتك .

 

التغيير

 

تمر الأيام ويلاحظ الفأران أن كمية الجبن في المحطة "C" بدأت تتناقص. ويدركان أنهما بحاجة إلى البحث عن مصدر جديد للجبن في المتاهة. وبالفعل، ينطلقان في رحلة بحث جديدة.

 

في المقابل، لم يلاحظ القزمان هيم وهاو التناقص التدريجي في كمية الجبن، وعندما نفد الجبن تماماً، شعرا بالصدمة والغضب.

 

ردود الفعل

 

هنا تبدأ ردود الفعل المختلفة تظهر. الفأران يتكيفان بسرعة ويبدآن في البحث عن مصدر جديد للجبن. بينما هيم وهاو يظلان في مكانهما يتذمران من الوضع الجديد.

 

ومع مرور الوقت، يدرك هاو أن الجبن لن يعود من تلقاء نفسه، ويقرر أن يواجه خوفه من المجهول وينطلق في رحلة بحث جديدة، بينما يبقى هيم متمسكاً بمكانه، غير قادر على التكيف مع التغيير.

 

قصص واقعية

 

كان تشارلي يعمل بجد ، وكان بارعاً في إذاعته أحداث ألعاب الأولمبياد وخاصة مسابقات ألعاب القوى ؛ ولذلك انتابته الدهشة ، وانزعج عندما سمع رئيسه في العمل يخبره أنه لن يذيع هذه المباريات الرياضية في الأولمبياد القادمة ؛ حيث تقرر له إذاعة مباريات السباحة والغوص.


ولعدم معرفته العميقة بهاتين الرياضتين ، أصابه الإحباط ، وشعر بأنه غير مرغوب فيه و أصبح غاضباً ، وقال إنه شعر بأن ذلك الأمر غير عادل ! وطغى غضبه على كل شيء، وأثر على عمله .


عندئذ سمع عن هذه القصة.


وبعد أن قرأها قال إنه ضحك على ما كان يفعل وغير موقفه؛ حيث أدرك أن رئيسه " قد حرك قطعته من الجبن "، وهكذا تكيف مع الموقف الجديد وتعلم الرياضتين الجديدتين، وأثناء تعلمه، وجد أن القيام بشيء جديد يشعره بصغر السن.


ولم يمر وقت طويل حتى أدرك رئيسه موقفه الجديد وطاقته في العمل، وسرعان ما تولى أعمالاً أفضل، وأصبح يستمتع بنجاح أكبر مما كان عليه.


لقد كانت هذه مجرد قصة واحدة من القصص الحقيقية العديدة التي قد سمعتها عن تأثير هذه القصة على الناس ــ بدءاً بحياتهم العملية وحتى حياتهم الزوجية.

 

المغزى من قصة " من حرك قطعة الجبن الخاصة بي"

 

 الكتاب يحمل في طياته العديد من الرسائل العميقة والمفيدة. من أبرز المغازي التي يمكن استخلاصها:

 

1. أهمية التغيير والتكيف معه: الحياة مليئة بالتغييرات المستمرة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة. من المهم أن نتعلم كيف نتكيف مع هذه التغييرات بدلاً من مقاومتها.

 

2. التفكير الاستباقي: التغيير غالباً ما يكون متوقعاً إذا كنا نراقب المؤشرات حولنا. من الأفضل أن نكون مستعدين للتغيير قبل أن يحدث بدلاً من أن نتفاجأ به.

 

3. التغلب على الخوف: الخوف من المجهول هو أحد أكبر العقبات التي تمنعنا من التقدم. يجب علينا أن نواجه مخاوفنا بشجاعة ونخوض التجارب الجديدة.

 

4. المرونة والإيجابية: عندما نتبنى عقلية مرنة وإيجابية، نستطيع تحويل التحديات إلى فرص للنمو والتعلم.

 

5. القوة الداخلية: كل شخص يملك القوة الداخلية للتكيف مع التغيير. بمجرد أن ندرك هذه القوة، يمكننا تحقيق الكثير من الأشياء.


الخلاصة


"من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟" هو كتاب بسيط لكنه عميق، يقدم دروساً قيمة حول كيفية التعامل مع التغيير في الحياة. من خلال القصة الرمزية، يوضح الكتاب أن التغيير أمر حتمي وأنه يمكننا التكيف معه بنجاح إذا تبنينا العقلية الصحيحة واستعدينا لمواجهة التحديات. الكتاب يشجع القراء على التحلي بالشجاعة والمرونة والإيجابية في مواجهة التغيير، ويساعدهم على فهم أن التغيير يمكن أن يكون فرصة للنمو والتطور بدلاً من أن يكون عقبة، وتذكر أن تتحرك مع قطعة الجبن.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات