مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الخميس، 4 يوليو 2024

قصة.. وعدنا إلى البداية

 


محمود علام حريتاني

عدنان، هو باحث في الآثار، وكان قد حصل لتوه على وظيفة في إحدى المديريات التابعة للدولة، كان في ريعان الشباب؛ يهوى العمل في المواقع الأثرية، كان شديد الملاحظة، يهتم بأدق التفاصيل، مما جعله عالم آثار بحق.

 في أحد الأيام تم اختياره مندوبا لمديرية الأثار مع بعثة للتنقيب في موقع آثري مكتشفٍ حديثاً في الصحراء.

باشر الفريق عمله وكان يقوده أحد أشهر علماء الآثار، البروفيسور جون.

لقد استطاع الفريق في بداية الأمر اكتشاف مدخل صغير يقود لسرداب تحت الأرض، ثم وجدوا أنفسهم داخل قاعة كبيرة منارة بواسطة ألماسة عملاقة متدلية من السقف، كان مشهداً لا يصدق، وقد كانت رسومات القاعة، و بقاياها في حالة يرثى لها.

تابع الفريق سيره داخل سراديب أخرى، وإذا بهم يصلون إلى مدخل كبير؛ فقال عدنان: لا بد أن هذا قصرٌ، وهذا مدخله الرئيسي، والمدخل الذي جئنا منه ما هو إلا مدخل لهروب الملك في حال اجتياح القصر.

 تابع الفريق سيره، واكتشفوا معظم الآثار المدفونة، وقد دهشوا في طريق العودة فقد كانوا قد اغفلوا غرفة ذات مدخلٍ مصنوع بمهارة عالية من البرونز، وعند دخولهم هذه الغرفة وجدوا ما لم تصدق أعينهم، لقد كانت عبارة عن غرفة كبيرة جداً تشبه المكاتب العامة في عصرنا الحالي، وقد كانت جدرانها مكسوة بألواحٍ من الفسيفساء منها ما كان خريطة للعالم الذي نعرفه اليوم و قد كانت مرسومة بدقة عالية، و مهارة فائقة.

عادت البعثة إلى بلدها، و توالت البعثات لتجد كل يوم اكتشافات، و اختراعات لم يكتشفها العلم إلا في عصرنا هذا، و قد قدر العلماء أن هذه المدينة تعود إلى الأيام الأولى للإنسان النينتدرتالي ، وأنه قد شيد من الحضارة و العمران  ما لم يكن في حسبان التاريخ ، كما اكتشف أغلب المكتشفات و الاختراعات  الموجودة الآن ، كالكهرباء و الطاقة البخارية.

و في نهاية القاعة العملاقة (المكتبة ) ، وجدوا مخطوطة مكتوبة بلغة مسمارية، في يد هيكل عظمي  ، تفسر ما حدث و جاء فيها :

لقد وصلنا إلى حد كبير من التقدم و التحضر ، واكتشفنا كافة بقاع الأرض و انشأنا هذه المدينة المسالمة ، و اتخذنا منها عاصمةً لنا .حتى جاء ذلك اليوم المشئوم عندما جاء الزوار الجدد ، كانوا على شكل مجموعات صغيرة ، قاموا بقطع مياه الأنهار عنا فمات كثيرٌ منا ، و قد دخلوا إلى المدينة بوحشية ، و همجية ، فدمروها ، و قتلوا كل من فيها ، و استطاعت مجموعة صغيرة منا الهرب ، لكنني قمت بجمع ما كان قد تبقى من اكتشافات و اختراعات في هذه الغرفة ، و نظمتها ، و أوصدت الباب على نفسي كي لا يقوم أولئك المتوحشون بتدميرها و حرقها ، و كانت هذه نهاية عاصمتنا الجميلة  .

حلب 26/7/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات