بينما كانت مجموعة من الضفادع تقفز في رحلتها عبر الغابات الكثيفة، سقطت ضفدعتان فجأة في بئر عميق.
تجمعت بقية الضفادع حول البئر، ولما رأوا عمقه الكبير، صرخوا موجهين للضفدعتين المحاصرتين في الأسفل أن وضعهما ميؤوس منه ولا جدوى من المحاولة.
على الرغم من تلك التعليقات المحبطة، قررت الضفدعتان تجاهلها واستمرتا في المحاولة للخروج من البئر بكل ما أوتيتا من قوة.
ومع ذلك، استمر جمهور الضفادع بالصياح بهما أن تتوقفا عن المحاولة لأنهما ميتتان لا محالة.
بعد فترة، استسلمت إحدى الضفدعتين لما كان يقوله الجمهور. أصابها الإرهاق واليأس وسقطت ميتة في أسفل البئر.
أما الضفدعة الأخرى، فلم تفقد الأمل وواصلت القفز بكل قوتها. وعلى الرغم من استمرار الضفادع بالصياح بها طالبين منها أن تستسلم، إلا أنها قفزت بشكل أسرع وأقوى حتى وصلت إلى حافة البئر وخرجت منه بنجاح، مثيرة دهشة الجميع.
بعدما وصلت إلى الأمان، سألتها الضفادع بدهشة: "هل لم تسمعي صياحنا؟" عندها شرحت لهم الضفدعة أنها تعاني من صمم جزئي، ولذلك كانت تظن أنهم يشجعونها على مواصلة المحاولة وإنجاز المهمة الخطيرة طوال الوقت.
تعلمنا هذه القصة البسيطة درسًا عميقًا في أهمية العزيمة والإصرار.
في بعض الأحيان، قد نجد أنفسنا محاطين بأشخاص يثبطون عزيمتنا ويشعروننا بأن محاولاتنا بلا جدوى.
لكن إذا ما تحلينا بالإصرار وتجاهلنا تلك الأصوات السلبية، يمكننا تحقيق ما يبدو مستحيلًا.
الكثير من النجاحات الكبيرة بدأت بمحاولات صغيرة، وواجهت تحديات كبيرة ومعوقات كثيرة.
ولكن الإيمان بالنفس والقدرة على تجاوز الصعاب يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
العبرة هنا ليست في حجم التحدي، بل في قوة الإرادة والإصرار على النجاح.
يجب أن نتذكر دائمًا أن الكلمات لها قوة كبيرة. يمكن للكلمات أن تكون سلاحًا ذو حدين، قد ترفع من معنوياتنا أو تهبط بها.
لذا علينا أن نحيط أنفسنا بأشخاص إيجابيين، وأن نكون نحن أيضًا مصدر دعم وتشجيع للآخرين.
إنها دعوة للجميع بأن لا يستسلموا أمام الصعاب، وأن يؤمنوا بقدرتهم على تحقيق المستحيل.
قد تواجهنا العديد من الأصوات التي تحاول إقناعنا بأننا لا نستطيع، ولكن يجب أن نكون كضفدعتنا الصماء، نأخذ من تلك الأصوات دافعًا للنجاح، ونستمر في المحاولة حتى نصل إلى هدفنا.
بهذا، نكون قد استخلصنا من قصة الضفدعتين درسًا قيمًا في الحياة. الإصرار والتصميم يمكن أن يتغلبا على كل العقبات، ويحولان الفشل إلى نجاح.
لا تدعوا الأصوات السلبية توقفكم عن تحقيق أحلامكم، بل اجعلوها دافعًا لمواصلة المحاولة حتى تصلوا إلى القمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه