ديوان "همس مسموع" للأديبة الأردنية حياة صالح دراغمة يتألف من مجموعة قصائد نثرية تنبض بالعاطفة والتأمل الفكري.
فعبر صفحات الديوان الذي صدر عن دار العنقاء للنشر والتوزيع ويقع في مئة صفحة، تعكس دراغمة مشاعر إنسانية معقدة من خلال لغة شاعرية تلامس مواضيع متنوعة مثل الحب والفقد والأمل والصراعات الداخلية.
القصائد تحمل في طياتها تأملًا في الحياة والعزلة، حيث تبدو الوحدة أحيانًا كفرصة للتفكر والتعمق في الذات. ليس الشعور بالعزلة في هذه النصوص مجرد حالة شعورية، بل يُصور كوسيلة للتفكير العميق، مما يمنح النصوص بُعدًا فلسفيًا.
الحب يحتل مكانة بارزة في الديوان، لكنه يأتي مصحوبًا بالفقد والحنين، ما يجعل الحب يبدو وكأنه تجربة مزدوجة بين الفرح والوجع. قصائد الحب في هذا السياق تمثل مزيجًا من الشوق والألم، مع تعبير واضح عن الحنين للماضي.
رغم كل هذه التحديات، يظهر الأمل كموضوع متكرر. تنقل النصوص رسائل تفاؤل وصمود، مما يبرز إيمان الشاعرة بقدرة الإنسان على مواجهة الصعاب وقهرها. هذه المفارقة بين اليأس والأمل تضفي على النصوص طابعًا عاطفيًا مؤثرًا.
تُستخدم الرموز والصور الشعرية بكثرة في الديوان، مما يضفي على النصوص أبعادًا فنية. الكلمات هنا ليست مجرد أداة للتعبير، بل وسيلة للرسم والتشكيل، حيث تُنقل مشاعر الإنسان من خلال صور ترتبط بالطبيعة والكون، مما يجعل القارئ يستحضر مشاهد بصرية وحسية من خلال النصوص.
ومن بين القصائد المختارة، "بلا كلام" التي تصور البحث عن الأمل وسط الظلام، وتبرز قوة الإيمان رغم التحديات. وقصيدة "تلافي" التي تتحدث عن الفراق الصامت وآثاره العميقة على النفس. هذه القصائد تقدم تجسيدًا للحزن والحنين بلغة شاعرية تلامس مشاعر الصمت والألم.
تتسم قصائد "همس مسموع" بأسلوب نثري مبتكر، يتجاوز الشكل التقليدي للشعر. النصوص قصيرة ولكنها غنية بالمشاعر والمعاني، مما يمنح كل كلمة وزنًا وأثرًا عميقًا. ومن خلال البساطة الظاهرة في الكلمات، تحمل النصوص معاني أكثر عمقًا وثراء فكريًا.
إن ديوان "همس مسموع" يمثل إضافة بارزة في الأدب الأردني والعربي. حياة صالح دراغمة تنجح من خلاله في تقديم رؤية فلسفية للمشاعر الإنسانية، بأسلوب صادق وشفاف يأخذ القارئ في رحلة تأملية عميقة حول الذات والعالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه