قال البروفيسور ديفد كينج وهو من اكبر علماء المناخ البريطانيين ان درجة حرارة الارض قد ترتفع باكثر من ثلاث درجات، مما سيسبب الجفاف والمجاعة ويهدد ملايين الارواح.
يذكر ان الاتحاد الاوروبي حدد كمية من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بينما ترفض الولايات المتحدة تحديد انبعاثاتها، في حين تعرف الظاهرة ازديادا مطردا في الهند والصين.
وجاء في تقرير كينج المبني على بيانات حاسوبية ان ارتفاع درجة الحرارة بثلاث درجات سيتسبب فيما يلي انخفاض عالمي قدره ما بين 20 و400 طن في محاصيل الحبوب.
كما من شأنه تعريض حوالي 400 مليون شخص آخر الى المجاعة وما بين 1.2 مليار و3 مليارات من الاشخاص الى نقص في المياه الصالحة للشرب.
وحسب التقرير، نادرة هي الانظمة البيئية التي بامكانها التكيف مع مثل هذا الارتفاع في الحرارة، كما يقول ان خمس المستنقعات الساحلية سيختفي من جرائه.
اتفاق مستبعد
وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مؤخرا انه يريد للعالم ان يتفق على مستوى محدد لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
لكن البروفيسور كينج قال لـبي بي سي انه يشك في كون بلير قادرا على تحقيق هذا الاتفاق، كما اكد ان هناك فرقا شاسعا بين العلم والسياسة في هذا المجال.
ويضيف العالم انه قد لا يكون هناك مفر من تفاقم الظاهرة نظرا لرفض الولايات المتحدة المشاركة في الجهود الرامية لمواجهتها، ولأن الصين والهند يتعين عليهما تنمية اقتصادهما اكثر لمحاربة الفقر.
وقدد حددت الحكومة البريطانية كهدف رسمي نقص انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون بـ60 بالمئة مع حلول عام 2050.
ويقول البروفيسور ديفد كينج ان الهدف المتمثل في جعل الانبعاثات لا تتعدى 550 جزءا في المليون من ثاني اوكسيد الكربون لن يحول دون ارتفاع درجة حرارة الارض ثلاث درجات.
واضاف انه لجعل ارتفاع الحرارة لا يتعى درجتين مئويتين بشكل مؤكد، يتعين على الانبعاثات الا تتعدى 400 جزء في المليون.
ويقول خبير المناخ توني جريلين ان على الحكومة عمل المزيد لمواجهة الانبعاثات الغازية التي ارتفعت خلال ولايات حزب العمل، وان عليها الضغط على باقي الدول لتحديد اهداف اكثر حزما.
ويقول العلماء انه لا حق للحكومة في تحديد اهداف بهذه الاهمية دون استشارة.
لكن الفريق الذي انجز التقرير يقر ان آليات المناخ من التعقيد بحيث لا يمكن التنبؤ بتغيراته بالتأكيد، مما يعرضه لانتقادات مختلفة. فيقول البعض انه يبالغ فيها بينما يقول البعض الآخر انه يستخف بالخطر.
يذكر ان مستوى 550 جزء في المليون هو تقريبا ضعف ما كان عليه قبل ظهور الصناعة منذ مئتي عام.
مخاوف اقتصادية
ولم تقبل الولايات المتحدة لحد الآن الالتزام بحد ادنى لانبعاثات ثاني اوكسيد الكربون.
وقال مستشار الرئيس الامريكي جورج بوش في شؤون المناخ جيمس كونوتن مؤخرا ان انه لا يؤمن بان بامكان احد التنبؤ بمستوى ثاني اوكسيد الكربون.
واضاف ان نقص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري قد تؤذي الاقتصاد الامريكي، مما قد يسبب بدوره مشاكل اخرى.
ويقول بعض العلماء ان المناخ معقد ويخضع لتأثيرات كثيرة لدرجة انه لا يمكن التنبؤ بتأثير ارتفاع مستوى ثاني اوكسيد الكربون على حرارة الارض.
لكن الحكومة البريطالنية ترى ان تنبؤات فريق البروفيسور كينج والتي تعتمد ايضا على مقارنة مستويات الغاز الحالية بها قبل مليون عام هي الافضل لحد الآن.
يذكر انه يمكن قياس مستويات ثاني اوكسيد الكربون في ازمان غابرة بفضا الأثر الذي يتركه في الجليد القطبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه