لا مجال للشك في أن الصور التاريخية التي نقلتها المركبة الفضائية أبولو لعملية الإنزال على القمر، تترك لدى مشاهديها انطباعات ملؤها الإعجاب.
وبالرغم من قرب المسافة نسبيا من الأرض، وكثرة الرحلات التي شهدها عقدا الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، فإن بعض العلماء يقولون إن معرفة بني البشر بالقمر ما زالت محدودة.
ويقول البروفسور مانويل جراند العالم البريطاني في مشروع الفضاء الأوروبي إن "علما جديدا" حول القمر ستبدأ معالمه في البروز مع الإعداد لانطلاق رحلة أوروبية هذا الصيف لإجراء أولى التجارب البريطانية هناك.
رحلة قصيرة
وتجرى حاليا على المركبة الفضائية (سمارت-1) آخر التجارب في مقر وكالة الفضاء الأوروبية في هولندا.
وكان من المقرر إطلاق المسبار الخاص بالقمر ، غير أن ذلك تأجل بعد إخفاق عملية إطلاق صاروخ في ديسمبر-كانون الأول الماضي.
وقد تقرر إطلاقه مرة ثانية في منتصف يوليو-تموز القادم، لكن البروفسور جراند ، وهو يعمل في قسم علوم وتكنولوجيا الفضاء بمختبر روثرفورد آبلتون بأكسفوردشاير ببريطانيا، إنه غير قلق من التأجيل.
وقال البروفسور جراند في تصريح لبي بي سي نيوز أونلاين إن "الصيف ملائم بالنسبة لنا، فالرحلة أقصر والإضاءة أوضح حين يكون المرء هناك".
ويتمثل الهدف الجوهري لرحلة (سمارت-1) في اختبار نوع من التكنولوجيا من شأنها الذهاب بالمركبات الفضائية إلى مدى أبعد في أعماق الفضاء.
وتستخدم المركبة (سمارت-1) نوعا جديدا من الدفع الذي يستطيع أن يمكنها من القيام برحلة إلى القمر تستمر 15 شهرا.
ومن المرتقب أن يستخدم جزء كبير من التكنولوجيا الخاضعة للاختبار في المركبة (سمارت) في رحلة المركبة الأوروبية (بيبي-كولومبو) المقرر أن تتجه إلى كوكب عطارد في نهاية العقد الحالي.
وتكتسي مهمة (سمارت) أهمية خاصة حيث ستقوم بوضع خريطة للقمر بمجرد تحليقها في المدار الأرضي.
اصطدام قوي
ويسهر فريق البروفسور جراند على جهاز (D-Cix) الذي سيعد خريطة بأشعة إكس للقمر.
وقال جراند إن "القمر ظل يدعونا إلى القيام بهذا الإجراء".
ومضى قائلا:"إنه من الضروري أن يكون لديك قياس إن كنت ترغب في معرفة ما إذا كانت الأرض والقمر من أصل واحد. وهذه هي الخبرة التي سيزودنا بها هذا العلم".
ورغم توافر العديد من النظريات، فإنه لم يتسن بعد معرفة كيفية تشكل القمر بشكل دقيق.
وتقول إحدى هذه النظريات إن جسما بحجم المريخ اصطدم بالأرض حين كانت في طور الشباب فمزق منها أطرافا تجمعت في ما بعد مكونة القمر الحالي.
وإذا كانت هذه النظرية صحيحة، فإنه يتعين أن تكون في القمر كميات حديد أقل مما هو في الأرض، وذلك مقارنة بمعادن أخرى أخف وزنا كالمغنيزيوم والألومينيوم.
وبقياس كميات العناصر الكيماوية بشكل دقيق ولأول مرة، فإنه قد يكون بإمكان سمارت-1 أن تقدم الجواب عن ذلك.
وستكون رحلة سمارت-1 أول بعثة أوروبية إلى القمر، وربما ليست الأخيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه