أعلان الهيدر

الاثنين، 13 يوليو 2009

الرئيسية إنه الدماغ ... ذلك العضو المعجزة

إنه الدماغ ... ذلك العضو المعجزة

الدماغ حير الكثير من العلماء و الباحثين و أثار استغرابهم منذ القدم
 
د . حسان البيرومي *

          آفاق علمية - فكر قليلا و تذكر مليا و اكتب كلماتك و المس هذا الشيء و ذاك و تمعن فيه و قم بالعديد من الحركات الرياضية المعقدة دون أي تردد فقد أعطاك الله تعالى عضوا معجزة يسيطر على جميع تصرفاتك و ينظمها بكل إتقان و احتراف انه الدماغ ، ذلك العضو الذي حير الكثير من العلماء و الباحثين و أثار استغرابهم منذ القدم حتى أن بعضهم كرس حياته كلها لدراسته و اكتشاف أسراره الدفينة التي لا تنضب و في هذا المقال سأطلعك و لأول مرة على العديد من المعلومات المثيرة جدا حول الدماغ.
          و لنبدأ بالوزن إذ يصل وزن الدماغ حوالي 1360 غ تقريبا أي ما يعادل نصف وزن الجلد في الجسم و تصل نسبة المياه فيه إلى 75 % من وزنه الكلي أما الـ 25 % المتبقية فتتكون من أكثر من 60 % من الدهون لذلك يعتبر الدماغ أكثر الأعضاء احتواء على الدهون في الجسم من دون منازع و يتألف الدماغ من مئة مليار خلية عصبية و يتفرع عن كل خلية عصبية من ألف إلى عشرة آلاف مشبك عصبي و هي بمثابة الأسلاك التي تتصل بها هذه الخلية مع الخلايا العصبية الأخرى لنقل التنبيهات العصبية الكهربائية و يحتوي الدماغ على أوعية دموية يبلغ طولها أكثر من مليون و ستمائة ألف كيلو متر
          أما عن تطور الدماغ فان الدماغ يتضاعف حجمه ثلاث مرات بعد الولادة في السنة الأولى من العمر و يستمر تشكل الخلايا العصبية الجديدة فيه باستمرار كاستجابة لأي نشاط عقلي يقوم به الإنسان كالتعلم و غيره و أول حاسة يبدأ الدماغ بالتعرف عليها هي اللمس و يبدأ ذلك عن طريق الشفاه و الخدود في الأسبوع الثامن من عمر الجنين داخل الرحم لتتبعه بقية أجزاء الجلد في الجسم كله في الأسبوع الثاني عشر و بالرغم من أن الدماغ يستقبل الشعور بالألم من مستقبلات الألم الموجودة في الأنحاء المتفرقة في الجسم و يترجمها  إلى شعور بالألم  يتبعها بردود فعل عديدة إلا أن الدماغ لا يحوي أي مستقبلات حسية للألم !!! و لذلك فان الدماغ لا يشعر بالألم عندما يؤذى مباشرة !!!
          و يستهلك الدماغ ما يعادل 20 % من أوكسجين الجسم  لذلك يفقد الإنسان الوعي إذا  انقطع ورود الدم  المحمل بالأوكسجين إلى الدماغ بـ ( 8 – 10 ) ثوان فقط و إذا ما استمر انقطاع الأوكسجين ( 4- 6 ) دقائق فان خلايا الدماغ تبدأ بالموت و إذا استمر انقطاع الأوكسجين عن الدماغ من ( 5 – 10 ) دقائق و أنقذ المصاب  فان الدماغ سيصاب بأضرار و عاهات دائمة.
          و يولد الدماغ طاقة تعادل ( 10- 23 ) واط  و هو ما يكفي لإنارة مصباح كهربائي و تتأثر طاقة الدماغ و قدرته العقلية بشكل كبير بما يتناوله الإنسان من طعام و سأخص بالذكر هنا الملونات و المنكهات و المواد الحافظة إذ أن دراسة أمريكية أجريت في نيويورك  على أكثر من مليون طالب أثبتت  تفوق الطلاب الذين لا يتناولون هذه المواد بنسبة 14 % في امتحانات الذكاء على الطلاب الذين يتناولونها و يتصف الدماغ بقدرة هائلة و عجيبة على التمييز بين المنبهات الخارجية الغير متوقعة التي تطبق على الجسم و المنبهات المتوقعة و يمكنك فهم  هذه الخاصية من خلال الدغدغة و الإجبار على الضحك !!  فإذا ما قام  شخص ما بدغدغتك فانه سيثيرك و يجعلك تضحك بكل سهولة كاستجابة للدماغ على هذا التنبيه الغير متوقع  بينما  يمكن أن تدغدغ نفسك و لساعات طويلة دون أن تثير ضحكة واحدة على شفتيك و ذلك لان الدماغ يتعامل مع دغدغتك على أنها تنبيهات متوقعة لا يستثار بها و لا تستلزم منه  أي ردة فعل!!!
          أما بالنسبة إلى الذاكرة فان ذاكرة الإنسان تنشط بشكل كبير عندما يتعلم شيئا ما أو يحاول تذكر حادثة  من الماضي و تنشىء  محاولة التذكر في الدماغ عملية تسمى بعملية الاتصال في المخ و أكثر ما يثير هذه العملية بقوة  العطور و الروائح الجميلة  إذ أنها تؤدي إلى إحداث اتصال عاطفي كبير و قوي بالمخ ، أما علاقة النوم بالذاكرة فهي قوية جدا إذ يعتبر النوم الفترة الذهبية التي تتيح للدماغ ترتيب المعلومات و تثبيتها  لذلك نجد أن الأشخاص الذين لا ينامون جيدا  يعانون من صعوبة في الحفظ و صعوبة أكثر في تذكر المعلومات .
 و قد أشار علماء النفس إلى انه يمكن حفظ المعلومات بشكل راسخ  في الذاكرة بمراجعة  أي معلومة بعد يوم من حفظها و من ثم بعد أسبوع و من ثم بعد شهر و من ثم بعد ستة أشهر و بعد ذلك فإنها سوف تكون عصية على النسيان و لمدى الحياة إن شاء الله
          أما بالنسبة للنوم و الأحلام فان للدماغ قصة طريفة و غريبة معها فقد اكتشف أن الإنسان يحلم مدة تتراوح ما بين الساعة و الساعتين في كل ليلية يرى خلالها  ( 4- 7 ) أحلام و العجيب  في هذا الموضوع  أن موجات و كهربائية الدماغ أثناء الأحلام تكون أعلى و أقوى من اليقظة  و الأغرب من ذلك كله أن 12 % من الناس يرون أحلامهم بالأبيض و الأسود أي من دون ألوان بينما يرى 88 % من الناس أحلامهم ملونة كما هو في الطبيعة ويفرز الجسم  أثناء النوم  هرمونا يعتقد انه هو المسؤول عن إفقادك القدرة على الحركة بشكل افتراضي و مؤقت أثناء الحلم بشكل يعاكس ما تراه في منامك .
          هذا قليل مما في الدماغ و المتبقي أكثر و أكثر فسبحان الله الذي قال في كتابه العزيز : ((وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)) الذاريات آية 21 .

* طبيب وكاتب علمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.