مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الأحد، 28 فبراير 2010

الإدراك المسبق للواقع ... حقيقة أم خيال

يتسلل إلينا شعورٌ غريب في وقت من الأوقات؛ يستوقفنا دهشة ًويثيرنا غرابة ًبأن اللحظة التي نعيشها قد عايشناها وتكررت معنا من قبل ،كأن نجلس مع أصدقاء لنا نتحدث بحديث وفجأة نشعر بأن هذا المكان والحديث قد مر علينا مسبقاً.

و مما يزيدنا حيرة ًأننا قد نشعر ما قد سيحصل في الثواني القادمة كأن يسقط شيء أو يمر شخص من جانبنا !! فنبدأ بالتساؤل متى حدث ذلك؟.

أين؟ وكيف؟.

وهذه الظاهرة تسمى بالإدراك المسبق وتعني بالإنجليزية already seen وهي الإحساس بالألفة مع الشيء يفترض أنه ليس كذلك وكما وضحها د - مازن الزعبي وهو باحث في طبيعة الإنسان وفي تقدم الدول والحضارات. بأنها ظاهرة قديمة ممكن تسميتها بالإدراك المسبق .

وهي مألوفة في بعض الأديان والفلسفات القديمة ويفسرونها بأنها نتيجة تكرر حياة لدى الشخص وفسرتها أديان أخرى نتيجة لتناسخ الروح وعودتها إلى أجساد بعد الموت .

وتفسير آخر بأنه قد تكون هذه الظاهرة استراق الجن لبعض مظاهر الغيب قال تعالى): إلا من إسترق السمع فأتبعه شهاب ثاقب) وهي تفسيرات تبسيطية لأن الشعور بما سيحدث هو أحد مظاهر لقدرات العقل العليا فقد بحث سلفا في قدرات الإدراك العليا تتمثل في الخيال، التخيل..والدخول في أعماق الإنسان أو العقل الباطن التي ممكن أن ننمي أو نكتشف أشياءً غير الحواس الخمسة .

وفي الحقيقة رغم قدم هذه الظاهرة إلا أنها تحمل الكثير من الغموض ومازال العلماء والأطباء وعلماء الطبيعة يحاولوا تقديم التفسيرات لها فقد أوعزَ بعض المحللين النفسانيين هذه الظاهرة الى الخيال البسيط عند الإنسان وإلى الرغبة القوية في تكرار تجربة ماضية أما بعض أطباء الجهاز العصبي اعتبروها خلل لحظي أوحدوث mismatching في الدماغ يتسبب في الخلط بين الإحساس بالحاضر والماضي . أما بعض علماء الطبيعة يعتقدون بتعلق بخبرة حياتية عشناها قبل قدومنا إلى الدنيا في ذواتنا الحالية.

وعلى حسب الإحصائيات وُجد أن 70% تحدث هذه الظاهرة في أعمار مابين (17-25 سنة) لإعتبار د- مازن أن هذه المرحلة العمرية هي مرحلة مراهقة تزداد فيها الطاقة فيزداد فيها النشاط الدماغي من تخيل ... وتجسيد للبطولات وكما فسرها في ظهورها بين المرضى النفسيين ومرضى الصرع والقلق.... بأنها مشابهة لما يجري عند الذهان وشكل من أشكال الفصام أو الكآبة الهستيريا وهي قدرة عقلية زائدة فالإنفصامي يرى أشياء ويسمع أصواتا ًغير موجودة ولا نستطيع إدراكها فالدماغ يخترع أشياء فهو حدث كيميائي كهربي تظهر مظاهر يشعر بأنه رآها مما يدل على أنه خلل طارئ في الدماغ وهناك موضع في الدماغ إذا حُفز كهربي تحدث هذه الظاهره.

فالدماغ أو المخ مكون من أجزاء معينة كل جزء مسؤول عن وظيفة معينة تقوم به كالرؤية تكون في مؤخرة الرأس...والسمع على الجوانب..... والذي يحدث هو أننا عندما نرى صورة أوشيء معين يترجمها الجزء الخاص بالرؤية visual center ووظيفتها ترجمة الإشارات إلى صورة فقط أما إذا أردنا فهمها واستيعابها وتذكرها إذا كانت مألوفة يكون في جزء آخر تسمى cognitive center وهنا يحدث أن هناك في بعض الأحيان تأخر بين العمليتين وتمر بثوان تدخل فيها الصورة الى مركز الذاكرة قبل cognitive center ثم تذهب الصورة إليها لاحقا ًفيظن المخ أنه رآها من قبل بعدها نبدأ بإسترجاع وتذكر الماضي ونبدأ بالتساؤل متى رأينا...؟ وأين؟....هل هو في الحلم؟أو..... واعتبر د.مازن أن الدماغ فيه قدرة أوروح من طاقة عليا لانقدر على تفسيرها أورؤيتها بالأشعة تحت الحمراء أو السينية أو أشعة جاما... كما هو الحال في الطاقة الموجودة في الكون 96% من موجودات الكون سواء كانت مادة أوطاقة لايمكن إدراكها أو رؤيتها بأجهزة لكن ممكن أن نرى تأثيراتها..، كذلك الطاقة الروحية عند الإنسان غير مرئية ولايمكن تصويرها...كشعور وإدراك عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالخطر عندما شعر بسارية وكان متضايق فوقف على منبر ونادى ياسارية الجبل ..الجبل ..واستطاع أن يحمي جيشه بإحتمائه للجبل وهذه القدرة أو الروح غير محددة زمنيا ً ولا مكانيا ً ورغم كل هذه التحليلات والغموض إلا أن هذه الظاهرة قد تحمل في طياتها آثارا ًإيجابية كما وضحها د.مازن في مجال التدريب بشكل إيجابي كالإدراك البعيد ممكن استخدامها في تدريب في نواحي عسكرية وفي تنمية لقدرات عقل الإنسان في مجال البرمجة العصبية كالتخاطر وكيفية تعليمه وتدريبه .

ورغم ماسبق ممكن القول: قد تكون هذه الظاهرة لها حكمة إلهية تدعوا البشر للتفكر في صنع الله عزوجل الذي أبدع في تكوينه للدماغ وكيف يقوم بوظائفه بترجمة ورؤية وتفسير مايحيطنا واستدعائها على مر الزمن وقد تكون رعاية إلهية لنا تحيطنا عندما يدق ناقوس الخطر ونستشف لما سوف يحدث....فسبحانه جلت قدرته... قال الله تعالى:( قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ماتشكرون ) وقال عز وجل:(وفي أنفسكم أفلا تعقلون ) صدق الله العظيم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات