الصين اعترفت أن المرض ينتشر بصورة أسرع مما أقرت به سابقا
يقول علماء إن الفيروس الذي يسبب مرض سارس الشبيه بالالتهاب الرئوي يغير نفسه بسرعة كبيرة، مما يجعل من الصعب تطوير لقاح لمقاومة المرض.
ويقول معهد بكين للدراسات الجينية Beijing Genomics Institute إن الفيروس "يتوقع أن يتحور بشكل سريع وسهل."
كما حذر خبراء آخرون من أنه بمجرد أن يثبت فيروس سارس أقدامه فسيكون من الصعب وضع حد للمشاكل التي قد يسببها.
ويبدو أن مرض سارس ناتج عن سلالة جديدة من فيرس كورونا الذي ربما "قفز" من الحيوانات إلى البشر في مقاطعة جواندونج في جنوب الصين.
وقد قتل الفيروس حتى الآن أكثر من 200 شخص، أغلبيتهم الكاسحة في الصين وهونج كونج وكندا وسنغافورة.
ولا يزال عدد الذين يصابون بالمرض في الصين في ارتفاع مستمر، حيث اعترفت السلطات خلال عطلة نهاية الأسبوع بأن الفيروس منتشر بصورة أكبر مما أقرت به سابقا.
وقد أرسلت فرق مراقبة إلى المناطق النائية لمساعدة جهود مقاومة المرض.
لديك فرصة واحدة للتخلص من شيء كهذا. لو ثبت أقدامه، سيكون الأمر صعبا جدا
د. أدريان موكيت
وتوجد الآن حوالي 4000 حالة محتملة، حسب ما تقول منظمة الصحة العالمية.
وتتسابق أطقم بحث علمي لإنتاج لقاح قادر على مقاومة السلالة الجديدة، لكنها نبهت إلى أن ذلك قد يستغرق أعواما.
ويقول خبراء إن اللقاح ربما لا يوفر سوى حماية محدودة ومؤقتة.
وتسبب بعض سلالات أخرى من فيروس كورونا حالات شبيهة بنزلات البرد في البشر.
كما أنها سبب هام للمرض في أنواع مختلفة من الحيوانات، ولا سيما الدواجن.
ويحتوي الفيروس على كمية كبيرة من المعلومات الجينية، وفي كل مرة "يستنسخ نفسه" داخل خلية تحدث "أخطاء" جينية ضئيلة.
وقد تضر بعض من تلك الأخطاء نجاح الفيروس، أو ربما لا تحدث فيه تغييرا ذا شأن - وأحيانا تجعله أكثر قدرة على إصابة البشر واستنساخ نفسه داخلهم.
والانتقاء الطبيعي يعني أن "الأخطاء" التي تفيد الفيروس في نهاية الأمر هي التي تقود إلى خلق سلالات جديدة أكثر قدرة على البقاء ومن ثم أكثر قدرة على الانتقال بسهولة من إنسان إلى إنسان.
وقال د. أدريان موكيت، الذي ساعد في تطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا في الطب البيطري، لـ بي بي سي نيوز أونلاين إن لدى الفيروس خصائص مميزة قد تجعله مشكلة عسيرة للبشر.
ولأن الأرجح، حسب كلامه، أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا "قفزت" مؤخرا إلى البشر، فمن المحتمل أن الفيروس عبارة عن سلالة جديدة قادرة بشكل أفضل على الحياة داخل جسم الإنسان.
وقال إن فيروسات كورونا أخرى في الحيوانات تحورت بحيث لم يعد الانتشار ممكن الحدوث عن طريق السعال والعطس فقط، ولكن أيضا عن طريق البراز، مما يزيد احتمال حدوث تفش مستقبلي ينتقل خلال إمدادات الماء أو الأغذية الملوثة.
والعلماء واثقون من أن السلالة الحالية تنتشر عن طريق رذاذ يخرج من الرئة مع السعال، لكنهم غير متأكدين من وجود طرق أخرى لنقل العدوى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه