أعلان الهيدر

الأربعاء، 14 يناير 2015

الرئيسية ترشيد استهلاك الماء قيمة إسلامية وحضارية

ترشيد استهلاك الماء قيمة إسلامية وحضارية


فاروق محمد أبو طعيمة *

الماء عنصر أساسي من عناصر البيئة التي خلقها الله سبحانه وتعالى وركيزة أساسية من ركائز الحياة والمادة الحية بل ان الماء اساس الحياة كلها مصداقا لقوله تعالى في سورة الأنبياء (( وجعلنا من الماء كل شيء حي )) اية – 30  وتشير الايات القرآنية الكثيرة الى اهمية الماء للانسان والحيوان والنبات وتربط ما بين الماء و ديمومة الكائنات الحية الى الاجل المقدر لها في علم الله سبحانه وتعالى
                          
 ونظرا لاهمية الماء فلم يقف منه الاسلام موقف المتفرج بل انه وضع من الاحكام والتشريعات والواجبات يا ما يضمن للمسلمين  والانسانبة جمعاء أمنا مائيا يلبي حاجاتهم العضوية والحضارية , فمن حيث المبدا يامر الاسلام كل انسان في المجتمع الاسلامي بترشيد استعمال هذا المورد الحيوي ويو صي الرسول ( ص) الاقتصاد فيه وعدم التبذير ويرشد المسلمين  الى الاقتصار على اللازم فيما يتعلق باستهلاك الماء ويرفض    الاسلام الاسراف في الماء ولو وجد هذا العنصر  في بعض الدول بكثرة وهذا ما يفهم من قول الصحابي الجليل الذي اسرف ماء كثيرا اثناء وضوئه فقال له (( لآ تسرف )) ولما استغرب الصحابي هذا النهي بدد له الرسول (ص) ذلك بقوله (نعم وان كنت على نهر جار )) وكان الرسول (ص) خير قدوة في ترشيد استخدام  الماء يقول انس رضي الله عنه (( كان الرسول (ص) يتوضا بالمد   ويغتسل بالصاع الى خمسة امداد )) ويعني ذلك انه ((ص)) كان يستهلك لترا واحدا في وضوئه وحوالي ستة لترات في استحمامه وفي ذلك ارشاد نبوي عظيم  لملايين المسلمينوغير المسلمين الذين يقرآوون القرآن ويفهمون  احكام الاسلام

 فلو توضا مليون مسلم يوميا لاحتاج هؤلاء يوميا خمسة ملاين لتر بينما يحتاج هذا العدد ماءا   للوضوء  حسب الطريقة التي نتوضا بها في هذه الايام ما يقارب من عشرين مليون لترا يوميا او يزيد فلو قمنا بحساب الفرق بين الطريقتين لوجدنا ان ما يقارب من خمسة عشر مليون لتر يمكن  توفيرها وقس على ذلك الاستحمام بالطريقة العصرية وما يهدر للاغراض المنزلية والصناعية ونحوها ويرفض الاسلام رفضا  قاطعا ذلك السلوك السلبي في استخدام الماء فلا يجوز للأنسان  أيا كان دينه اضاعة   كميات  ضخمة من الماء  مصيرها المجاري أي الاعدام خاصة عندما تختلط  بالصابون في حين يستطيع كل واحد منا ان يستحم بعشرين لترا او ثلاثين واعلاه اربعين لترا فلماذا نهدر  ضعف هذه الكمية او ضعفين او اربعة اضعاف؟ في حين  ان الاقتداء بالرسول الكريم (ص) في حسن استخدام الماء  في الوضوء او الاستحمام او الزراعة او الصناعة ونحوها من اغراض يوفر يوميا ملاين اللترات وبالتالي توفير ماء عذب نقي لملاين الاشخاص في العالم

 لذا تنهض في الاسلام احكام  فقهية  تحرم تصرفات وسلوكيات تؤدي الى تبديد الثروة المائية فرسالة الاسلام انسانية تحمل في ثناياها قيما حضارية كالحفاظ على الماء ذلك العنصر الحيوي

 فالحضارات لا تقوم ولم تقم الا بالقرب من مصادر الماء وهذا ما يقصده  القرآن الكريم في سورة الانبياء (( وجعلنا من الماء كل شيء حي )) اية -30  حياة الانسان والحيوان والنبات والمدنية فالناظر الى وصايا الرسول (ص) في الحفاظ على الثروة المائية يجد ان الاسلام يسعى الى تحقيق امن مائي للانسانية جمعاء والانسانية في الاليفة الثالثة احوج الى الاخذ وتطبيق منهج الاسلام في حماية الثروة المائية خاصة ان نسبة الماء العذب السائل التي تصل نسبتها الى 8% تعاني من مشاكل التلوث الخطيرة الامر الذي يعني ان معاناة الانسان المعاصر لن تكون في شح الماء وقلته بل ستعاني هذه الكمية القليلة من الماء من مصادر

 من هنا  حرم الإسلام إلقاء الفضلات والقمامة ومخلفات الصرف الصحي في مصادر المياه يقول الرسول ((ص)) اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد وفي الظل وفي طريق الناس  ) وختاما فقد حرم الاسلام الاسراف لقوله تعالى : وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين )) فما يقوم به بعض الافراد هو من باب الاسراف المحرم

* باحث وكاتب في القضايا العربية والإسلامية المعاصرة والبيئة والتربية

farouqselawee@yahoo.com

هناك تعليق واحد:

  1. شركة عزل خزانات بجدة
    اليكم الآن افضل عروض وخدمات شركة المنزل فهى شركة غسيل خزانات بجدة متخصصة تقدم الخدمة بأعلى مستوى من الجودة وبأقل سعر وهى ايضا شركة عزل خزانات بجدة لديها خبرة وكفاءة بمجال عزل خزانات بجدة
    شركة تنظيف خزانات بجدة
    شركة غسيل خزانات بجدة
    http://elmnzel.com/cleaning-tanks-jeddah/

    ردحذف

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.