أعلان الهيدر

السبت، 3 أبريل 2021

الرئيسية تغير المناخ وظاهرة الاحتباس الحراري

تغير المناخ وظاهرة الاحتباس الحراري


أ.د. كاظم المقدادي

 تعريف المناخ

المناخ هو وصف متوسط حالة الجو في مدة زمنية قد تكون شهر أو فصل أو ستة أشهر أو عدة سنوات من حيث الحرارة والضغط الجوي والرياح والأمطار. وهو يتغير حسب الفصول و السنوات. هذا التغير الحاصل في المناخ هو أمر طبيعي وهو متعلق بالتغيرات الناتجة بسبب التيارات البحرية، ثوران البراكين، الإشعاع الشمسي والعديد من مكونات المناخ الأخرى التي لم تدرس بدقة بعد. و يمكن أيضا أن تكون هناك تغيرات قصوى و شديدة في المناخ مثل الفيضانات، الجفاف ، البَرَدْ، الزوابع و الأعاصير والتي يمكن أن تصبح قوية تدميرية.

لقد عَرِفَ كوكب الأرض طيلة مراحل التأريخ تغيرات مناخية عديدة، كبيرة، ومتنوعة معظمها اعتبره العلماء يعود لأسباب طبيعية، مثل التقلبات الشمسية، والبراكين، وغير ذلك. بيد ان الارتفاع المثير لدرجات الحرارة على سطح الأرض خصوصا بعد بداية الثورة الصناعية، لم يكتف العلماء بتبريرها بالأسباب الطبيعية، وإنما حملوا النشاط الإنساني المتزايد، خاصة في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، دوراً كبيراً في هذا الارتفاع المتواصل. ورغم هذا، ما تزال الظاهرة محيرة وموضع جدل..

تعريف ظاهرة الاحتباس الحراري

الأحترار العالمي أو الاحتباس الحراري Global Warming هو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض.وهو بحسب تعريف "ويكيبيديا، الموسوعة الحرة"-  ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة وإليها. و عادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة إرتفاع درجات حرارة الأرض في معدلها.

ويمكن تعريف ظاهرة الاحتباس الحراري بأنها عبارة عن تسخين سطح الأرض وطبقات الجو الدنيا. وتتفاقم شدة هذه الظاهرة مع تزايد  كميات ثاني أكسيد الكربون في الجو.إنها الزيادة التدريجية في درجة حرارة أدنى طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض؛ كنتيجة لزيادة انبعاثات غازات الصوبة الخضراء Greenhouse gases منذ بداية الثورة الصناعية.

تاريخ ظاهرة الاحتباس الحراري

أول من أطلق اسم "الاحتباس الحراري" على هذه الظاهرة هو الفزيائي الفرنسي جوزيف فوريير Joseph FOURIER في سنة 1824.أما من برهن على وجودها فهو بينيديكت دو سوسيير Horace Bénédict DE SAUSSURE في نهاية القرن 18،حيث اعتبر أن " درجة حرارة الأرض في تزايد بسبب الجو الذي يحتجز جزء من الإشعاعات فوق الحمراء التي تصدرها الأرض".وأوضح سفينت أرهانيوس Svante ARRHENIUS خطر دفئ المناخ، معلناً في 1896 بأن قيام الإنسان بحرق الفحم سيقوي من ظاهرة الاحتباس الحراري مما يتسبب في دفئ كوكب الأرض أكثر.

في سنة 1958، قام شارل دافيد كيلينج Charles David KEELING بقياس تركيز غاز CO2 فوق بركان مونا لوا Mauna Loa في هاواي : ووجدها تقدر بـ 315 ppm) ppm = جزء من المليون) ، ثم وجدها 330 ppm في سنة 1974 ، و هذا دليل على ارتفاع تركيز غاز CO2 في تلك المناطق.

وفي بداية الثمانينات باشر عالم الجليد Claude LORIUS (من مدينة غرونوبل- فرنسا) تعاوناً علمياً مع زملاء له من الإتحاد السوفييتي في محطة فوستوك Vostok الموجودة في قلب القطب الجنوبي. فقد إستطاع السوفيت في سنة 1985 باستخراج عينة من الجليد من عمق 1 كيلومتر، وفي عام 1987 نشرت نتائج تحليلاتهم في مدينة غرونوبل Grenoble وساكلاي Saclay من طرف فريق دومينيك راينو Dominique RAYNAUD وجين جوزيل Jean JOUZEL، حيث أثبتوا أنه منذ 100 ألف سنة يوجد تلازم وثيق بين متوسط درجات الحرارة على الأرض و كميات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وفي عام 1999 وصل إثبات الظاهرة إلى فترة 400 ألف سنة مضت. ففي تلك الفترة لم تصل مستويات تركيز الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى المستوى الذي هو عليه اليوم والذي سببه التلوث. أما في عام 2005 فقد وصلت التحليلات إلى فترة 650 ألف سنة مضت.

أهتماماً بالظاهرة، وإدراكاً لخطورتها، بادر المجتمع الدولي لدراسة الظاهرة المسماة الإحتباس الحراري أو الإحترار العالمي،تأسست عام 1988 هيئة حكومية متخصصة بمشكلات المناخ والتغيرات التي تطرأ عليه،سميت: Intergovernmental Panel on Climate Change(IPCC), عقدت فيما بعد عدة مؤتمرات دولية مكرسة للتغير المناخي،ولزيادة الوعي العام للحد من الظاهرة، ومنها :

عام 1989 : إنعقد المؤتمر الدولي الثاني حول المناخ وتغيراته  في لاهاي بهولندا.

عام 1991 : إنشاء الصندوق الدولي للبيئة و الممون من قبل بلدان متطورة. الهدف منه مساعدة الدول النامية لمواجهة التحديات البيئية.

عام 1992 :إنعقد بمدينة رييو البرازيلية، مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة و النمو المسماة قمة الأرض، حيث اعتمدت المئات من البلدان الاتفاقية حول التغيرات المناخية.و قد اعترفت هذه الاتفاقية بوجود تغيرات مناخية بسبب النشاطات البشرية حيث تم تحميل البلدان المصنعة المسؤولية عن ذلك و إلزامها بإيجاد حلول لمكافحة هذه المشكلة.إن الهدف من الاتفاقية هو الحد من كثافة الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري في الجو تمنع كل التأثيرات البشرية الخطيرة للنظام المناخي. لذا يجب الوصول و في أقرب وقت إلى توازن طبيعي بين الأوساط الطبيعية و التغيرات المناخية، بحيث لا يكون هناك تهديد لإنتاج الغذاء وتستمر التنمية الاقتصادية بطريقة مستدامة.و قد دخلت هذه الاتفاقية حيز التطبيق في مارس 1994. وقد اتخذت كل من البلدان المتطورة ، و البلدان التي هي في مرحلة انتقالية إلى اقتصاد السوق و الإتحاد الأوروبي تعهدا لتقليل من إصداراتها للغازات المسببة للاحتباس الحراري .بالإضافة إلى أن البلدان الأوروبية و البلدان المتطورة مطالبة بتمويل البرامج التكنولوجية في الدول النامية.

عام 1995 : التقرير الثاني لمجموعة IPCC التي تأكد مسؤولية النشاطات الإنسانية في التغيير المناخي واقتراح عدة وسائل وقائية.

عام 1997:إنعقد المؤتمر الثالث للدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، في مدينة كيوتو باليابان في كانون الأول/ ديسمبر، وتمخص عن "بروتوكول كيوتو". و تلزم الإتفاقية قانونيا 38 من البلدان المصنعة التي أمضت على اتفاقية بتقليص إصداراتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 5.2% و هذا في أفق سنة 2008/2012 مقارنة بسنة 1990.ولكي يدخل البروتوكول حيز التنفيذ تضمن شرطين أساسيين، هما: مصادقة 55 بلد على الأقل. من بينهم الدول المدونة في الملحق 1 للاتفاقية (أي بلدان OCDE ما عدا المكسيك، كوريا و البلدان التي هي في حالة انتقالية) والتي يتعدى مجموع إصداراتها من غاز ثاني أكسيد الكربون نسبة 55 % في 1990.لكن الولايات المتحدة الأمريكية انسحبت من هذه الاتفاقية في شهر اَذار/ مارس 2001 ( حيث تعد مسئولة عن 36 % من الغازات المتسببة للاحتباس الحراري).

عام 1998 : إنشاء مخطط عمل بيونس أرس Buenos Aires ،حيث تم فيه التحضير التدريجي لقواعد عمل بروتوكول كيوتو: نظام التقيد ، تبادل المعلومات ، التعاون شمال جنوب.

عام 2000 :الدورة السادسة لمؤتمر تغيرات المناخ، التي عقدت في هولندا من 13- 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2000، تحت رعاية الأمم المتحة،وحضرها أكثر من 10 آلاف مشارك من مختلف دول العالم. ورفع المؤتمر في تلك الدورة شعار التفعيل لما سبق اتخاذه من قرارات بهدف تخفيض المنبعثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وحماية كوكبنا من تداعياته،التي تهدد الحياة عليه.

عام 2001 : التقرير الثالث لمجموعة IPCC الذي يحدد المجالات الجديدة المرتقبة في التغير المناخي. ومفاوضات بون و مراكش : الاتفاق حول وضع آليات لتطبيق قواعد بروتوكول كيوتو.

عام 2003 : مؤتمر ميلانو : التقارب شمال جنوب و إدخال آبار الكربون في عملية التطور النظيف.

عام 2005 : دخل بروتوكول كيوتو حيز التنفيذ في 16 شباط/ فبراير، وفي 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005 وصل عدد البلدان المصادقة على بروتوكول كيوتو إلـ 156 دولة.إلا أنه، تحت تأثير الولايات المتحدة الأمريكية ، تم اعتماد ثلاث آليات مرنة وضعت لتحقيق تخفيض في الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بتكلفة أقل، تمكن البلدان المصنعة من تأجيل وضع الإجراءات الضرورية الصارمة على مستوى أوطانها وهذه الآليات هي :

-آلية التنمية النظيفة: البلدان المصنعة يمكنها أن تساعد في تمويل إنشاء مشاريع تهدف إلى تخفيض إنتاج الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري في الدول النامية و بالمقابل يمكن لهذه البلدان أي المصنعة أن ترفع في مستوى إنتاجها لهذه الغازات.

-آلية التنفيذ المشترك: ان البلدان المصنعة يمكنها مساعدة إنجاز مشاريع لتخفيض من انبعاث الغازات في البلدان المسماة انتقالية (إلى اقتصاد السوق) كبلدان أوروبا الشرقية و روسيا و بالمقابل تستفيد من زيادة نسبة نشر الغازات.

-نظام التفاوض الدولي حول رخص انبعاث الغازات :وهو نظام يمكن من بيع و شراء الحصص الغير المستعملة من إصدارات الغازات المضرة في البورصات العالمية.

مصدر الصورة pixabay.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.