تجربة الكون 25 والانهيار البشري

 

كانت تجربة "الكون 25" "Universe 25" ، والمعروفة أيضًا بتجربة "Mouse Utopia" ، عبارة عن دراسة سلوكية أجراها عالم السلوك جون ب. كالهون في أوائل الستينيات. 

 

هدفت التجربة إلى التحقيق في آثار الاكتظاظ والموارد المحدودة على السلوك الاجتماعي وديناميكيات السكان في بيئة مضبوطة باستخدام الفئران.

 تضمن الإعداد وضع الفئران في حاوية مصممة خصيصًا تسمى Universe 25 ، والتي وفرت لهم جميع الموارد اللازمة للبقاء على قيد الحياة ، بما في ذلك الطعام والماء ومواد التعشيش ومساحة المعيشة. كانت العلبة عبارة عن مساحة كبيرة ومغلقة ذات مستويات ومقصورات متعددة، تهدف إلى محاكاة الفأرة الفاضلة المثالية.

 كانت المرحلة الأولية من التجربة ناجحة للغاية، حيث نما عدد الفئران بسرعة ووصل إلى الذروة. ومع ذلك ، مع استمرار الزيادة السكانية ، بدأت آثار الاكتظاظ ومحدودية الموارد في التأثير ، مما أدى إلى العديد من التغييرات السلوكية والمشاكل الهامة:

      الاكتظاظ السكاني: مع زيادة عدد الفئران، أصبحت مساحة المعيشة مزدحمة بشكل متزايد ، مما أدى إلى محدودية المساحة الشخصية لكل فأر.

      التفكك الاجتماعي: مع نمو الكثافة السكانية، بدأت الهياكل الاجتماعية داخل مجتمع الفئران في الانهيار. أصبح الذكور المهيمنون ، بدلاً من الحفاظ على الأراضي والتسلسل الهرمي ، أكثر عدوانية وإقليمية ، مما أدى إلى مواجهات عنيفة.

      الانسحاب والعدوان: انسحبت بعض الفئران اجتماعيًا ، متجنبة التفاعل مع الآخرين تمامًا. أظهر آخرون سلوكيات عدوانية ، حيث هاجموا الفئران العشوائية حتى عندما كانت الموارد متاحة.

      السلوك غير الطبيعي: أظهر العديد من الفئران سلوكيات متكررة ونمطية ، مثل الدوران بلا هدف والاستمالة الذاتية لدرجة تشويه الذات.

      قضايا الإنجاب: على الرغم من توفر الموارد ، توقفت بعض الفئران عن التكاثر أو أظهروا إهمالًا تجاه ذريتهم.

      التراجع والانقراض: أدى الانهيار الاجتماعي والسلوكيات المختلة في النهاية إلى انخفاض حاد في عدد السكان. في النهاية ، انهار السكان وفشلت الفئران في التعافي ، مما أدى في النهاية إلى الانقراض. وعلى الرغم من حقيقة وجود الكثير من الطعام. بعد عامين من بدء التجربة، ولد آخر طفل في المستعمرة. بحلول عام 1973 ، قتل آخر فأر في الكون 25. كرر جون كالهون التجربة نفسها 25 مرة أخرى ، وفي كل مرة كانت النتيجة واحدة. تم استخدام عمل كالهون العلمي كنموذج لتفسير الانهيار الاجتماعي، ويعمل بحثه كنقطة محورية لدراسة علم الاجتماع

 تم تفسير التجربة على نطاق واسع على أنها قصة تحذيرية حول عواقب الزيادة السكانية وتأثيرات الموارد المحدودة على السلوك الاجتماعي في كل من الحيوانات والبشر. تمت مناقشة نتائج Universe 25 في سياق دراسات اجتماعية وبيئية ونفسية مختلفة ، مما يوفر نظرة ثاقبة للنتائج المحتملة للاكتظاظ وندرة الموارد في بيئات مختلفة.

 ومع ذلك ، من المهم ملاحظة أنه كانت هناك انتقادات لمنهجية الدراسة ، حيث كانت الظروف في التجربة مصطنعة للغاية وقد لا تعكس بدقة سيناريوهات العالم الحقيقي. نتيجة لذلك ، تظل أهمية الكون 25 وتطبيقه المباشر على المجتمعات البشرية موضع نقاش بين الباحثين والخبراء.