تعتبر سفينة التايتانيك Titanic واحدة من أكثر السفن شهرة في التاريخ، ليس فقط لضخامتها وفخامتها، بل أيضاً بسبب المأساة التي حلت بها في رحلتها الأولى.
في هذا المقال الذي ننشره في مدونة اضاءات سنتناول تفاصيل بنائها، رحلتها، والكارثة التي أدت إلى غرقها.
تاريخ سفينة التايتانيك وتصميمها
"تيتانيك" أو "آر إم إس تيتانيك" تعني المارد، وقد أطلق عليها هذا الاسم دلالةً على قوتها وحجمها الهائل، إذ كانت تُعتبر في وقتها أكبر وأفخم باخرة لنقل الركاب في العالم.
بُنيت السفينة في مدينة بلفاست، عاصمة إيرلندا الشمالية، من قبل شركة "وايت ستار لاين"، وهذه السفينة الضخمة تتألف من 11 طابقاً، ويصل طولها إلى 269 مترًا، وعرضها 28 مترًا، وارتفاعها 53 مترًا، في حين يبلغ عمقها تحت الماء 11 مترًا، أما وزنها الإجمالي فيبلغ 53 ألف طن، واستطاعت أن تستوعب أكثر من 3500 راكب.
تكلفة
البناء ومدة التنفيذ
بلغت تكلفة بناء سفينة التايتانيك 7.5 مليون دولار، وهو ما يعادل حوالي 183.4 مليون دولار بقيمة اليوم، وقد استغرق بناؤها 26 شهراً، أي ما يزيد عن عامين.
كان الهدف من هذه السفينة هو تقديم تجربة فاخرة وفريدة للمسافرين عبر المحيط الأطلسي، حيث كانت مُجهزة بكافة وسائل الراحة والرفاهية التي كانت تُعتبر حديثة جدًا في وقتها.
الرحلة الأولى والأخيرة
أبحرت سفينة التايتانيك لأول مرة في 10 أبريل 1912 من لندن باتجاه نيويورك، وكانت الرحلة تحمل آمال الكثيرين في الوصول إلى العالم الجديد.
ولكن، بعد أربعة أيام فقط من الإبحار، في 14 أبريل، اصطدمت السفينة بجبل جليدي في المحيط الأطلسي، مما أدى إلى غرقها بعد ساعتين و40 دقيقة من الاصطدام.
الكارثة وعدد الضحايا
كان على متن التايتانيك عند إبحارها 2,223 راكباً، نجا منهم 706 أشخاص فقط، بينما لقي 1,517 شخصًا حتفهم، بمن فيهم ركاب من آسيا والشرق الأوسط، مثل المصريين واللبنانيين، ومن بين الناجين، برز اسم أحمد حسام بريك، الذي كان الرجل المصري الوحيد الذي نجا من الغرق.
أثر الكارثة على العالم
لم يكن غرق التايتانيك مجرد حادثة، بل تحول إلى حدث تاريخي أُلّف حوله الكثير من الكتب، وتم إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية والدرامية التي تتناول تفاصيل المأساة.
لقد كانت تلك الكارثة درساً قاسياً للبشرية حول قوة الطبيعة وعواقب التهاون في تطبيق معايير الأمان.
هذا وتبقى قصة التايتانيك حية في الأذهان، ليس فقط كمثال على التكنولوجيا والرفاهية في أوائل القرن العشرين، ولكن أيضًا كتحذير دائم من تجاهل تحذيرات الطبيعة.
وبرغم غرقها، فإن سفينة التايتانيك ستظل دائماً رمزًا للعظمة والضعف الإنساني أمام قوة الطبيعة الهائلة.
المهندس أمجد قاسم
المراجع:
1. السعيد، محمد. "غرق التيتانيك: حقيقة أم أسطورة؟" مجلة التاريخ، العدد 23، 2021.
2. كامل، أحمد. "التايتانيك: رحلة العظمة والمأساة." كتاب حوادث التاريخ الكبرى، دار الفكر، 2019.
3. حسن، علي. "تيتانيك: السفينة التي لا تغرق وغرقت." مجلة العلوم البحرية، العدد 7، 2020.
4. مجلة السفن والملاحة. "سفينة التايتانيك: المارد الذي غرق." العدد 45، 2018.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه