مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الأحد، 2 يوليو 2006

المدونات الشخصية والنشر الالكتروني

بقلم: السيد نجم

يعد النشر الالكتروني من أخطر الظواهر الثقافية مع بشائر القرن الجديد، سواء كان هذا النشر هو كل ما يرصد ويسجل على شاشة الجهاز العبقري الجديد (الكمبيوتر)، حسب تعريف البعض.. أو هو ما ينشر تحت مفهوم الثقافة بالمعنى الشائع في المجال الرقمي من قبل. فقد اعتبر البعض أن كل ما يتعلق بالمجالات المختلفة (خدمية- تجارية- إبداعية.. الخ) هو نشر وله من المحاذير ويكتسب من حقوق كل ما تعنية خصوصية النشر من حقوق، وبالتالي له حق الملكية الفكرية التي قد يتبادر إلى الذهن أنها تخص "أشكال الإبداع فقط".
وقد وفرت التقنية الالكترونية الجديدة ما يعرف بالمدونة blog وهي من أنماط التعبير في الواقع الرقمي، إلى جوار المجلات الالكترونية، المواقع الالكترونية، المجموعات البريدية، والمنتديات.
نشطت تلك المدونات وعرفات في البداية في الولايات المتحدة خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي، إلا أنها لم تعرف وتروج في العالم العربي إلا خلال السنتين الأخيرتين، على العكس من الأنماط الأخرى التي عرفت منذ ست أو سبع سنوات مضت.. إلا أنها مازالت أقل عددا. وان لم يعرف عدد المدونات الشخصية تحديدا، ولا يوجد ما يوثق به، فهي لا تزيد عن إلفين مدونة على مستوى الوطن العربي، ربما لغلبة رغبة العديد من المتعاملين لإنشاء مواقع باسمهم!
ربما يرجع محدودية عدد المدونات مقارنة بغيرها من أشكال النشر الالكتروني، إلى عدم توافر المعلومات الكافية عن كيفية إنشاءها أو منحها من بعض المواقع الكبرى.. وربما لأن المواقع الكبرى القادرة على المنح قليلة بالوطن العربي (منها موقع مكتوب التي تمنح مثل تلك المدونات). كما قد يرجع ذلك إلى قدر الخصوصية التي تتسم بها المدونات، فالبعض يفضل المواقع أو المجلات نظرا للمشاركات والتفاعل الايجابي مع الآخر، ولا يرى في المدونة من ميزة للسبب نفسه.
أما "المدونة" فهي تلك الصفحات المحدودة التي يرصد فيها صاحبها جملة أرائه وأفكاره بل أسراره وخصوصياته أحيانا.. سواء أكان ذلك في مجال العام والوطن والإنسان بعامة أو في مجال ذاته ودخائلها.
لذا فهي تتضمن مجموعة من الملامح (في الوطن العربي):
..اللغة المستخدمة ليست بالضرورة لغة فصيحة بل قد تكتب خليطا بين العربية وغير العربية، والبعض يكتبها بغير العربية.
..تبدو على احد جوانبها مخاطبة للعالم، حتى وان بدت كصرخة تتألم من وجيعة شخصية أو عامة.
..قد تبدو كإعلام بديل، حيث أن رصد الأحداث لشاهد عيان (يملك مدونة وغير متخصص اعلاميا) قد تسبق الإعلام العام الرسمي وغير الرسمي.. (وواقعة المصور الهاو الفلسطيني الذي رصد غرق احد القوارب بعد إطلاق النار عليها، منذ أيام قليلة ليست بعيدة عن الأذهان).
..تبدو أكثر أنماط النشر الالكتروني التصاقا بالواقع الحقيقي، وان بدأت من الواقع الرقمي.
..قدر الحرية/الصراحة/الجرأة.. التي تكتب بها الآراء وتعرض الأفكار، تعد ملمحا بارزا، فهي أحيانا تشبة المذكرات الخاصة التي تكتب سرا بيد صاحبها.
..قد تتمكن مستقبلا مع أنماط النشر الالكتروني الأخرى من تشكيل رأى عام مؤثر، خصوصا في مجتمع الشباب (وهم غالبية أصحاب المدونات في العالم العربي- ما بين 17 حتى 30 سنة).
من طرائف المدونات، أنه توجد مدونة في كوريا الجنوبية، وان كانت على شكل مدونة إلا أنها لأي فرد في العالم، ومن حق أي فرد الدخول إليها وتسجيل رأيه وعرض أفكاره وباللغة التي يتحدث بها.. فهي في مجملها هيئة أمم من شعوب العالم وبكل لغات العالم!!
لعل أقدم "المدونات" بمصر ومن أنشطها: "علاء ومنال"، "فرح"، "صباح يالله.. مساء يالله"، و"بهية". الأخيرة هي التي أشار إليها الكاتب المصري محمد حسنين هيكل في احد أحاديثه التليفزيونية، وهو ما روج لها ولفت الانتباه للمدونة ولنمط المدونات في مصر. كما يذكر أن المدونات المصرية نظمت إحدى المظاهرات السلمية بحي "شبرا" بالقاهرة تحديا ورفضا للتعصب والتعصب الديني خصوصا، بمعرفة مدونة "اسحق ومصطفى".. وهو وجه ايجابي لنمط خاص شخصي، وكيف تحول إلى عنصر ايجابي مشارك عام. كما عرفت بعض المدونات الجادة في العالم العربي مثل مدونة "محمد معتصم" بالمغرب، ومدونة "ايمان عرابي" بالأردن.. وغيرهما.
أما الوجه غير المألوف ويعد عند البعض من سلبيات تلك المدونات، أن أصبحت من أشكال البوح والكشف الذي قد لا يسمع إلا في عيادات الأطباء النفسيين، أو في الجلسات الخاصة عند الذكور أو الإناث.. سواء لتضمينها أفكار وأحوال جنسية خاصة، أو لتسجيل أراء مفرطة في تفردها إلى حد الشذوذ.
لم تكن تلك الظاهرة في العالم العربي وحده، بل رصدت في العديد من المدونات في العالم.. لذا اتجه البعض إلى وضع بعض القواعد والمعايير أو النصائح والإرشادات، التي من شأنها تعين المتعامل مع المدونة على إخراج شكل جديد وراق من النشر الالكتروني.. وهى في مجملها:
..انشر كحقيقة وما تعتقده أنه الحقيقة فقط.
..إذا كانت المادة التوثيقية موجودة أنشرها.
..يجب تصحيح أية معلومة نشرت من قبل وتبين وجود خطأ ما بها.
..أكتب وأنت تعتقد أنها آخر كتابة من المعلومة التي تسجلها، وانك لن تقدر الرجوع إليها.
..اكشف عن تعارض بين مع تعرضه مع أي فرد آخر أو مؤسسة أخرى.
..سجل واكشف أي موقع مشكوك فيه ويدعو إلى التعصب أو التطرف أو الإرهاب.
..لا تخرج عن الموضوع الذي تتناوله.
..لا تعلق لمجرد التعليق، يجب أن تضيف جديدا.
..اعرف متى تعلق وكيف ولماذا؟
..لا أحد يملك كل الحقيقة، ولا يوجد من يملك كل المعرفة.
..استخدم الأسلوب السهل والمفهوم الذي يناسب كل المستويات.
..الاختصار مع وضوح الفكرة من ضروريات الكتابة في المدونات.
..لا تعلق وأنت غاضب.
..أذكر معارك الفكرية ودافع عن رأيك في موضوعية.
وهناك العديد من النصائح التي اعتبرها البعض ميثاق شرف للمتعاملين مع المدونات.
وأشهر المواقع التي توفر المدونات هي:
أو


وأخيرا يذكر أن حرب فيتنام كانت أول الحروب التي سجلها التليفزيون، أصبحت لحرب في العراق هي أول الحروب التي سجلتها المدونات.. بعد أن رصدها الجنود الأمريكان أنفسهم!!  

هناك تعليق واحد:

  1. أرجو منك زيارة مدونتي بين الحين و الآخر وإضافة تعليقات

    ردحذف

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات