أعلان الهيدر

الجمعة، 19 مارس 2021

الرئيسية فنون الرد وسعة الصدر .. قصة ابن الزبير ومعاوية

فنون الرد وسعة الصدر .. قصة ابن الزبير ومعاوية

تاليا قصة حدثت بين عبد الله بن الزبير ومعاوية ابن ابي سفيان حول خلاف على مزرعة، وكان الرد الحكيم من قبل معاوية ابن ابي سفيان له اكبر الأثر في كسب ود ابن الزبير، انها قصة ذات دلالات في أهمية حسن الرد والتمتع بالحكمة في أوقات الغضب.


كان لعبد الله بن الزبير- رضي الله عنه - مزرعة في المدينة مجاورة لمزرعة يملكها معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنهما- خليفة المسلمين في دمشق.

وذات يوم دخل عمال مزرعة معاوية إلى مزرعة ابن الزبير، وقد تكرر منهم ذلك في أيام سابقة؛ فغضب ابن الزبير وكتب لمعاوية في دمشق وقد كان بينهما عداوة قائلاً في كتابه:

من عبدالله ابن الزبير إلى معاوية
( ابن هند آكلة الأكباد ) أما بعد..

فإن عمالك دخلوا إلى مزرعتي، فمرهم بالخروج منها، أو فوالذي لا إله إلا هو ليكونن لي معك شأن!

فوصلت الرسالة لمعاوية، وكان من أحلم الناس، فقرأها.

ثم قال لابنه يزيد: ما رأيك في ابن الزبير أرسل لي يهددني ؟
فقال له ابنه يزيد: أرسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتيك برأسه..
فقال معاوية: "بل خيرٌ من ذلك زكاةً وأقربَ رُحماً ".

فكتب رسالة إلى عبدالله بن الزبير يقول فيها:

من معاوية بن أبي سفيان إلى عبدالله بن الزبير ( ابن أسماء ذات النطاقين ) أما بعد..

فوالله لو كانت الدنيا بيني وبينك لسلّمتها إليك، ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك، فإذا وصلك كتابي هذا فخذ مزرعتي إلى مزرعتك وعمّالي إلى عمّالك؛ فإن جنّة الله عرضها السموات والأرض!

فلمّا قرأ ابن الزبير الرسالة بكى حتى بلّ لحيته بالدموع، وسافر إلى معاوية في دمشق وقبّل رأسه، وقال له: لا أعدمك الله حُلماً أحلّك في قريش هذا المحل.

دائماً تستطيع امتلاك القلوب بحسن تعاملك وحبك للغير..

وتذكر دوما بأن :

• من ابتغى صديقاً بلا عيب، عاش وحيداً
• من ابتغى زوجةً بلا نقص، عاش عزباً
• من ابتغى قريباً كاملاً، عاش قاطعاً لرحمه!

فلنتحمل وخزات الآخرين حتى نعيد التوازن إلى حياتنا

إذا أردت أن تعيش سعيدا:

فلا تفسر كل شيء
ولا تدقق بكل شيء
ولاتحلل كل شيء
فإن الذين حللوا الألماس وجدوه فحما.

لا تحرص على اكتشاف الآخرين أكثر من اللازم ، الأفضل أن تكتفي بالخير الذي يظهرونه في وجهك دائماً ، و اترك الخفايا لرب العباد..

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (لو اطّلَعَ الناس بعضهم على ما في قلوب بعض لما تصافحوا إلا بالسيوف)..  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.