أعلان الهيدر

الجمعة، 9 أبريل 2021

الرئيسية تأثير العرب على الحضارة الأوروبية الحديثة

تأثير العرب على الحضارة الأوروبية الحديثة

 

إضاءات - اعترف العلماء والفلاسفة والمؤرخون في العالم كله ، بفضل العرب على الحضارة الأوروبية الحديثة ، وأجمعوا على أنه لولا وجود العرب لتأخرت هذه الحضارة عدة قرون ، وأجمعوا أيضا على أن أوروبا مدينة بالشيء الكثير للعرب ، إذ حملوا مصباح العلم مشرقة منيرة ، في زمن كان فيه العلم في بلدان أوروبا ضعيفا هزيلا ، واعترف جوستاف لوبون  وهو مستشرق ومفكر فرنسي الف كتاب حضارة العرب بهذه الحقيقة في وضوح أكثر فقال :
 
كانت كتب العرب المرجع الوحيد لعلوم الطبيعة والكيمياء و الفلك في أوروبا مدة تزيد على خمسة قرون ، أما كتب الطب ذاتها فقد ظلت المرجع الأساسي والرئيسي ثمانية قرون حتى لقد استمرت جامعة مونبليه تستشهد بآراء ابن سينا إلى أواخر القرن الماضي .
 
وقد خصصت جامعة بريستون الأمريكية أكبر جناح في أجمل بناء، لعرض مآثر الطبيب العربي و أبي بكر الرازی الذي يعد أول واضع لعلم الطب التجريبي ، إذ كان يجري تجاربه على الحيوانات ليختبر تأثير الأدوية فيها ، ثم يسجل جميع ملاحظاته عليها .
 
وأبو بكر الرازي هو أيضا أول من وضع طريقة العلاج بالمشاهدة التي جرى اليوم ... كان يدع مريضه يذكر قصته ثم يسأله عن أحواله مفصلة ، ثم يسأله عن إصاباته السابقة بالمرض ، ثم يدون كل ذلك في سجل خاص ، فكان الرازی أول من عرف مرض الحصبة والجدرى . وأول من فكر في العلاج النفسي .
 
أما الفيلسوف والطبيب ابن سينا . فقد أبدع في وصف الأعضاء ودراسة أمراضها وآفاتها .
 
ويعترف الفيلسوف الألماني الكبير هومبولد أن العرب هم واضعو علم الطبيعة بعد أن عرفوا كثيرا من النباتات الطبية . ولا يزال كثير منها مستعملا حتى اليوم . وينطقه الغربيون الآن بالنطق العربي مع بعض تحريف بسيط فيه .. تذكر منها على سبيل المثال المن والتمر والمسك والقطن .
 
ولم تكن الجراحة عند العرب في القرون الوسطى متخلفة . إذ كانت تستخدم في العلاج كما تفعل اليوم .
 
وقد كتب أبو القاسم ، طبيب البلاط الملكي في قرطبة أيام أن كانت في يد العرب ، كتبا في الجراحة والتوليد .
 
وصفها العالم الأوروبي بأنها كانت النبع المشترك الذي أخذ منه جميع الجراحين الذين ظهروا بعد القرن الرابع عشر .
 
أما المستشفيات فانتشرت في العالم الإسلامي ، من فارس إلى مراكش ، ومن شمال سورية إلى مصر .
 
وكان أول مستشفى قام على أساس علمي هو هذا الذي أسه ابن طولون بالقاهرة في القرن التاسع الميلادي وبقى حتى القرن الخامس عشر، وقد عرفت عند العرب المستشفيات المتنقلة .
 
وخلال القرن الحادي عشر ، تعطينا الكتب التاريخية الإسلامية معلومات كثيرة فيما يتعلق بالعمل في هذه المستشفيات حيث كان كبار الأطباء العرب في هذه المستشفيات ، يلقون محاضرات ودروسا على الطلبة الذين جاءوا لتعلم الطب ، مع إجراء امتحانات ، ومنح إجازات علمية .
 
وفي القاهرة بنی السلطان قلاوون سنة 1285 م مستشفى المنصور ، وهو أضخم مستشفى في القرون الوسطى ، كان به وقتئذ أقسام منفصلة للأمراض المختلفة ، وأخرى للناقهين ، و به معامل وعيادات خارجية ، وفيه حمامات ومكتبة وجامع ، وأقيمت فيه مطابخ لتقديم الغذاء للمرضى بلا أجر .
 
وكان يعطى لكل من تماثل للشفاء ويحتاج للرعاية عند خروجه من المستشفى بعض المال ، حتى لا يضطر إلى العمل في فترة نقاهته ... أما المصابون بالأرق فكان يرفه عنهم بالموسيقى الخفيفة ، أو برواۃ القصص المحترفين . وكان عند العرب مستشفيات خاصة للمجانين ، كما كان عندهم عيادات خيرية . يستطيع الفقراء زيارتها للفحص والعلاج مجانا ، في أيام محددة من كل أسبوع.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.