يحكى أنه بينما كان محصلا ينتقل من عربة إلى أخرى فى القطار السريع، زلت قدمه أثناء سيره في العربة الأخيرة فهوى ليستقر بين القضبان الحديدية.
وحاول أن يتلمس طريق النجاة وسط الظلام الحالك إلا أن كل شيء حوله كان يشير إلى أنه لا محالة هالك فقد وقع فى الفخ بعد أن كسرت ساقة وعجز عن الحركة تماما.
حاول الصراخ إلا أن صوته ذهب أدراج الرياح وباءت محاولاته بالفشل فقد غطى على صوته صوت القطار الآتي المندفع نحوه بسرعة قصوى فكان في وضع لا يحسد عليه.
لكنه بعد أن كاد يفقد كل أمل لديه لمعت في ذهنه فكرة فقد تذكر أن في جيبه علبة كبريت فأخرجها بسرعة وأشعل عود ثقاب وكرر ذلك مرة ومرتين وثلاثا وعشرة.
وفجأة حدثت المعجزة فقد توقف القطار المحمل بالبضائع على بعد خطوات منه حيث تنبه السائق لذلك النور الذي يومض لفترات متقطعة ثم ينقطع أوقف القطار على الفور ونجا الرجل من الموت المحقق!
والقصة لم تنته بعد أنا وأنت نملك العديد من أعواد الثقاب معرفة، علم، خير، موهبة، أدب واخلاق فليبحث كل واحد منا عن عود ثقابه عن الجانب المضيء في نفسه قبل أن تنطمس معالمنا تماما وقبل أن يعبر قطار الحياة فوق أجسادنا.
ابذر الخير ما استطعت انثره في الفضاء تظنه يتلاشى تخاله هباء لكنه يعود محملا بالخير والنماء كما تحمل السحب بشائر السماء فهيا أشعل أعواد ثقابك وأرنا نورك في الكون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه