إن أول شرط لنجاح البائع ، أن يحب عمله ، وأن يوجه إليه كل اهتمامه ، حتي يؤديه في سهولة ويسر ، وعن رضا وارتياح ، على أن يكون البائع - بجانب ذلك - متفائلا مرحة ، مطمئن النفس ، مرتاح الخاطر .
أما إذا كان ضيق الصدر ، شاكيا ساخطا بعمله وسلعه ، فعليه أن يبحث لنفسيه عن عمل آخر ، لا يتصل بالبيع ، ولا بمعاملة الناس .
والابتسامة على وجه البائع ضرورة من ضرورات هذه المهنة ، لا غنى عنها ، فبدونها لا يستقيم له عمل ، وبمرها صبح کسنارة من غير طعم ، وكقطار من غير فحم .
والبائع الذي يترك لقلقه العنان ، بسبب فقدانه إحدى الصفقات ، يضع العراقيل أمام نفسه ، في مبيعاته القادمة .
ويحدث أحيانا أن تهبط مبيعات أحد الباعة المهرة ، هبوطا مفاجئا ، يصل إلى ثلث مبيعاته العادية ، ففي مثل هذه الحال ، تقتضى السياسة الحكيمة لمدير المؤسسة أو مدير المبيعات ، ألا يرسل خطابا شديد اللهجة إلى هذا البائع ، إنما يجب أن يبحث عن سبب هذا التغير وهذا الهبوط في بيع السلع ، وسوف يكشف مدير المؤسسة ، أن السبب عاطفي أو نفسي ، وسيكشف أن البائع قلق ، وأنه ليس في حالة نفسية مستقرة ، فربما تكون زوجته أو أحد أولاده مريضا ، أو يكون مشغول البال بسبب بعض متاعبه المنزلية ، أو يكون طبيبه الخاص قد أنبأه بأنه مريض بالقلب ، أو يكون غارقا في الديون . ومهما يكن من أمر هذه المتاعب فإن إرسال خطاب شديد اللهجة ، لتأنيب هذا البائع ، يضر أكثر مما يفيد .
وأفضل الوسائل لعلاج مثل هذه الحالة أن يدعو مدير المبيعات البائع نفسه ، ليتناول الشاي معه ، ثم يتحدث إليه في رفق ولين ، ويذكره بما أخرزه في الماضي من نجاح ، ليخلق الطمأنينة في صدره ، وليودع الثقة في قلبه .
إن مثل هذا البائع في موقف دقيق ، يحتاج إلى بعض العطف والنصح . وفي الإمكان أن تعاد إليه كفايته ، ويزداد إخلاصه ، إذا عومل بشيء من الحنان والرفق بين الرؤساء والزملاء في الوقت المناسب .
وماذا يستطيع البائع أن يفعل عندما يبذل قصارى جهده لتحقيق صفقة من الصفقات ثم يفشل ؟ إن أكفأ بائع في العالم معرض للفشل كل يوم . إن أول واجب مقرر عليه عندئذ ، ألا يبدي أي مظهر من مظاهر الغضب ، أو الشعور بالهزيمة ، لأن ذلك لن ينفع في قليل أو كثير ، كما يجب عدم المبالغة في عرض الطلب حتى يصل الأمر إلى مرتبة الاستجداء ، فإن مثل هذا الموقف ، يثير الشكوك حول السلعة ، ويضيف من قيمتها ، ويدفع الناس إلى تركها .
وإن البائع المتحمس لعمله ، الراغب في تقديره ، يجد في عامه السابق ، وشهره الماضي ، و أسبوعه الفائت ، وأمسه القريب ، تجارب نافعة ، تمكنه من تجنب الأخطاء والإفادة منها ، فإذا استعرض خلاصة هذه التجارب ، وطبقها على ما يعرض له من مصاعب وعقبات ، أمكنه أن يخرج ظافرا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه