في عام 1902، أحدث المهندس الأمريكي ويليس هافيلاند كارير (Willis Haviland Carrier) ثورة تقنية عندما اخترع أول نظام تكييف كهربائي حديث.
كان الهدف حينها حل مشكلة الرطوبة في إحدى شركات الطباعة، لكن الابتكار سرعان ما تجاوز حدود الصناعة، ليصبح عنصرًا أساسيًا في المنازل والمكاتب والمركبات حول العالم.
اليوم، ومع ازدياد موجات الحر في الصيف، وانخفاض درجات الحرارة في الشتاء، أصبح المكيف جزءًا لا غنى عنه في حياتنا اليومية، لكن طريقة استخدامه الصحيحة ما زالت غائبة عن كثير من الناس.
خرافة شائعة: الضبط على درجة حرارة منخفضة يسرّع التبريد
يعتقد البعض أن ضبط المكيف على 17 م° في يوم حار يجعل الغرفة تبرد أسرع مقارنة بضبطه على 24 م°.
لكن الحقيقة أن قدرة
المكيف ثابتة؛ فهو يبرّد بنفس القوة في كلتا الحالتين. الفرق الوحيد أن الجهاز
سيتوقف عن العمل عندما تصل الغرفة للحرارة المطلوبة:
- إذا ضبطته على 24 م°، سيعمل حتى تصل الغرفة لهذه الدرجة، ثم يفصل لفترة.
- إذا ضبطته على 17 م°، فقد يبقى يعمل لساعات طويلة دون أن يحقق الدرجة المطلوبة، ما يؤدي إلى زيادة استهلاك الكهرباء، تقليل عمر الجهاز، وإجهاد الكومبريسور.
مثال توضيحي
📍 درجة حرارة الغرفة: 40 م°
- الضبط على 24 م°: المكيف يعمل حتى تصل الغرفة إلى 24 م°، ثم يتوقف ويعود للعمل عند ارتفاع الحرارة.
- الضبط على 17 م°: المكيف يحاول الوصول إلى 17 م° (وغالبًا لا ينجح)، فيظل يعمل بلا توقف، مما يستهلك طاقة أكثر ويؤدي إلى أعطال أسرع.
الاستخدام الأمثل للمكيف في الصيف
1. ضبط الحرارة بين 23 و26 م° يوازن بين الراحة وتوفير الطاقة.
2. إغلاق الأبواب والنوافذ أثناء التشغيل لمنع تسرب الهواء البارد.
3. تنظيف الفلاتر دوريًا لتحسين كفاءة الجهاز.
4. استخدام المروحة مع المكيف لتوزيع الهواء بشكل أفضل.
الاستخدام الأمثل للمكيف في الشتاء
المكيفات الحديثة المزودة بخاصية Heat Mode توفر تدفئة فعّالة:
1. ضبط الحرارة بين 20 و22 م° لتجنب جفاف الجو والإرهاق الحراري.
2. توجيه فتحات الهواء للأسفل، لأن الهواء الساخن يرتفع للأعلى بطبيعته.
3. تشغيل الجهاز لفترات معقولة بدل التشغيل المستمر.
إن اختراع ويليس كارير قبل أكثر من قرن لم يكن مجرد جهاز لتبريد الهواء، بل أصبح وسيلة لحماية صحتنا ورفع جودة حياتنا. لكن الاستخدام الخاطئ للمكيف يمكن أن يحوّله من أداة راحة إلى عبء على فاتورة الكهرباء وعمر الجهاز.
السر يكمن في الوعي
بكيفية الضبط الصحيح للحرارة، سواء في حر الصيف أو برد الشتاء.
✍️ بقلم: أمجد قاسم
مدونة إضاءات | للتنمية الذاتية والمعرفة
اقرأ أيضا
من أنبوب اختبار إلى درع مضاد للرصاص .. قصة اكتشاف الكيفلار
ساعة بيغ بن: أيقونة لندن التاريخية
اختراع السيارة: قصة نجاح غيرت العالم
قصة اختراع الوجوه الصفراء المبتسمة
قصة اختراع فتاحة العلب المرفقة بالمنتج
قصة اختراع .... البريد الإلكتروني
قصة اختراع .... الخلايا الشمسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه